يا مسافر وحدك
تطل غالية بن على علينا بصوتها الشجى ... وأنت بحضورك الخفى
يا مسافر وحدك وفايتنى , ليه تبعد عنى ... ليه تبعد عنى وتشغلنى
قررت السفر دونى , ودون إخبارى بأمر رحيلك ذهبت ... وطالبت البعد بسرقك منى ومن عينى , وطالبت الحنين والذكرى بأن تحضرنى بغيابك ... تبعد عنى وتشغلنى , ليه
ودعنى من غير ما تسلم , وكفاية قلبى أنا مسلم
سلمت لك قلبى دون مطالبتك له , فقد أتى إليك وحده , وذهبت أنت وتركته وحده - دونك , ودونى - عارى , وخالى من الإحتماء والاحتضان بقلبك ... بعيد عن الدفء الذى كنت تبثه إليه بقربك ورؤياك , الآن أمره لم يعد يعنيك ... أم وهمتنى بقدر اعتنائك به ثم ذهبت بوعود لا قيمة لها بالقرب ولا بى
خايف ل الغربة تحلالك , والبعد يغير أحوالك
خايف , تخرج من غالية وكأنها تشعرها وتشعر بما تركته لى من خوف
الخوف الصادر من الغربة والبعد , حيث يأخذان أكثر من العطاء ... وربما يأخذاك منى ولا يأتيان بشئ من ذكرك
خلينى دايما على بالك
وخلينى فى قلبك مستنى , ومتشوق ومتلهف ومحترق بنار البعد والشوق ... واتذكر انى بحنينى إليك هفضل على حبك , وبوجودك بقلبى هفضل مستنى رؤياك والشوق بوجودك وقربك عن بعدك
يا مسافر وحدك وفايتنى , متسيبش للبعد ياخدك عنى , ويأسى عليك وعلى قلبك ويسيب قلبى أنا وحده ... خدلك من البعد أكتر ما بياخد , وتعالى بقربى نتهنى , وتهنى قلبى أنا بذكرك وحنينك ليه أنا وحدى
وكل شئ بغيابك سيظل كما كان , حجرة الموسيقى وشريط التسجيل , كما هما ... دائر على نفس الأغنية من قبل الرحيل , ستدور فترة غيابك لتأتى بك من جديد إليها , منتظرة أن تأتى لتوقفها أو تحولها إلى أخرى
وأنا سأظل كما أنا , كما رأيتنى آخر مرة حتى لا تنسانى
بشعرى المقصوص على يدك , وفستانى القصير الطائر حيث أدور من فرحتى بك ... وكتابتك على كتفى أحبك , ستظل كما هى لن تمحى ... وسيظل بأسفلها عصافير حريتى بقربك
فأنا من دونك مسجونة , مسجونة بحبك وبقربك