الجمعة، 22 نوفمبر 2013

توحد

التوحد بشخص , هو أن يكون نفسك وتكون نفسه ... أن تكونا من المظهر الخارجى اثنان بالمعنى المطلق للحساب - أو الرياضيات - ولكنكما واحد لا ينقسم , واحد مخالف لأى معانى أو مفاهيم مطلقة ... واحد بكل ما لا تفهمه عن ما يقصد من اللفظ .

ولكنى سأخبرك عن التوحد بالذات , ربما هو أكثر وأشد ... هو أن تكون أشد انطوائية , أكثر غرابة ... 

( تمت القراءة فى تمام الساعة العاشرة والنصف مساء - تقريبا - )


قامت لاطفاء إضاءة الغرفة , وأغلقت بابها , وجلست مع حالها كما كان حالها طوال اليوم , والأيام المتوالية التى تقضيها دون ضرورة من الخروج .
لم تعد لتنام , لم تعد لتبكى حالها - كما كل ليلة -
عادت وفتحت الكمبيوتر , ليكون ضوءه الوحيد حولها 
- ربما لأنها أصبحت تخاف الظلام الدامس - بعكس كما كانت - ليكون بمثل خوفها من الضوء الكامل -

لاحقتها مرارا كلمة الأصدقاء , كما لاحقها البعض بهؤلاء المرافقين لأرواحهم ... كان ذلك يبعث بجراح قديمة متعلقة بالأمر
ربما لو وجدت تلك الأمنية , لضمدت معها كل الجراح الماضية - ربما دون أى يقين -
ربما لو كانت وجهتها قد تغيرت لمناها , لرافقت من كان باحتمال وجوده .

ولكنها تعود لتجد من يردد كلمات أنها تملك أغلى من ذلك 
ولكن الأمران غير مرتبطان , لتعرف الأغلى .

الأمر متعلق فقط بالفقدان , بعدم وجود شئ أو انسان أنت بحاجة إليه - لا يوجد بديل عنه , وإن كان البديل أغلى بكثير - 
والفقدان متعلق بحاجتك أكثر وأكثر إلى الفقدان المستمر - لإيمانك بأن لا شئ يدوم ولا شئ يتحقق - 
إنه الرغبة فى الوحدة , والتوحد بما يوجد بداخلك - والذى تجهله عنك - 
الجلوس مع ذات - هى لك - , مع الهروب من الحديث معها ... لينتهى بك اليوم بالذهاب للنوم , لعدم وجود ما تمتلك لتعتنى أو توجد لأجله .

فلا يوجد سواك بعالم مزدحم - غريب - 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقييم