الجمعة، 29 نوفمبر 2013

ورحل ...

تراه حيث تغفل أو تنام هاربة من وجود يخنقها به , مع اغترابه ورحيله الدائم عنها .
حلمها المسافر بعيدا , الراحل عن حاضرها , آخذا موضعا ثابتا له حيث الماضى أو فيما يأتى - إذا أمكنه البقاء يوما - 
راغبا الاستقرار , دون بقاء ... استقرارا فى الخفاء دون معنى للبقاء أو الوجود .

مستلقيا على قدميها , متلحفا بضفائرها , فيسرق الدفء من خلاياها ويترك لها البرودة الخالية منها ومنه .
 تأسف وجودها , تأسف مصادفتها وقدرها المؤلم الذى جمعه يوما بحلمها , 
هو حلمها ... 
ليتركها ويرحل دون عناء .

( هكذا تركنى حلمى ورحل ) 

(ربما لأنه لم يستطع احتضانى , ربما لأنه لم يحتمل احتضانى )

تستجدى البكاء حينا , فقد صارت جامدة , خالية من أى مشاعر كانت هنا يوما .
ويأتيها منهمرا بانهيارها , كزخات المطر اللا متناهى .
تبكيه , وتبكى وجودها 
تبكى وجودها قربه يوما , ومصادفة الأقدار بهما ... فهى تعلم الآن أكثر كم تلعب الأقدار وتهزأ بهما , وتصق الآن تلك المقولة التى أخبرتها بها الأقدار يوما ولم تأبه بها - أن هناك أمرا آخر سيحدث - أمرا معاكسا .

يوما , سبقه إلى مخيلتها أنها لا تصلح له , ولا تصلح لشئ آخر .
أتت منتهية الصلاحية لما هو متاح ... لذلك لم تعد تتكبد عناء الاهتمام بما تعنيه نفسها أو المطالبة بتفهمها - فهى لم تعد تعرف ذلك -

(هكذا تركنا ورحل )

https://soundcloud.com/nourhanm/sldg4108p103


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقييم